الإبادة الجماعية في غزة — أول إبادة جماعية في تاريخ البشرية سيتم السعي إلى إنكارها بالكامل
الإبادة الجماعية في غزة — أول إبادة جماعية في تاريخ البشرية سيتم السعي إلى إنكارها بالكامل
خلال عامين من الإبادة الجماعية في غزة رأى العالم بأسره بمدى الكراهية والإذلال التي تعامل بها بعض الدول مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والمجر، وجمهورية التشيك، وسلوفاكيا، والنمسا مع الشعب الفلسطيني، وأن معاناتهم الشديدة وتعذيبهم، والحرمان المتعمد من الغذاء، والقتل المنهجي للعائلات بأكملها، وهدم المستوطنات بأكملها، لا تُعتبر أمورًا ذات أهمية. الشيء الوحيد المهم هو إعادة عدد قليل من الرهائن الإسرائيليين بينما مائة ألف فلسطيني قتيل ليس أمرًا مهمًا؟! عندئذٍ لا يستطيع أحد منا أن يفكر أو يستنتج خلاف ذلك سوى أن هذه الدول المذكورة تحمل كراهية هائلة تجاه الشعب الفلسطيني وبالتالي تجاه المسلمين في جميع أنحاء العالم.
أود أن أعرف بصدق كيف سيبقى الأسطورة الزائفة للـ«معاداة السامية» بعد هذه الإبادة الجماعية، والتي من خلالها ابتكر اليهود كل برنامجهم الماكر لتبرير أي جريمة يرتكبونها ضد الآخرين. فبينما ينفذ اليهود لأكثر من سبعين عامًا تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية في أراضي إسرائيل وفلسطين، يُوصم كل من يجرؤ على قول شيء ضد ذلك بأنه معادٍ للسامية. هذا كأننا في زمن النازية أي من يتهم الألمان بجرائمهم يُصنَّف من قِبَل نفس ذلك الشعب كـ «كاره للنازية وللألمان».
أرى أنه قد حان الوقت للعالم ليبدأ في النظر إلى اليهود كشعب ليس له الحق في انتهاك كل القوانين والأنظمة الدولية، وممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، والبقاء دون عقاب. يجب معاقبة إسرائيل واليهود على كل ما فعلوه وما زالوا يفعلونه لشعب سوريا ولبنان، وللجرائم البشعة في غزة حيث قتلوا عن عمد آلافًا وآلافًا من الأطفال الأبرياء، والتي لا يمكن لأحد منا أن يزعم أنها شكلت تهديدًا لليهود (لأنه وفق اقتناعهم السادي فهم معرضون للخطر إذا عارض أحدهم هيمنتهم، واغتصابهم للأراضي وطردهم للشعوب الأخرى).
لن أفهم أبدًا كيف ساهم دونالد ترامب في السلام في غزة بينما، منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، استمر في تمكين الولايات المتحدة من إرسال أطنانًا وأطنانًا من الأسلحة إلى إسرائيل والتي استخدمها اليهود يوميًا لقتل الفلسطينيين؟ بأي حق يستحق هذا الرجل أي جائزة؟ يستطيع اليهود وحدهم أن يمنحوه جائزة لأنهم مكنّوه من تحقيق حلمهم القديم: قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. هل اليهود راضون عن هذه الإبادة؟ لا، ليسوا راضين. فهم لم ينجحوا في نيتهم بقتل مليوني فلسطيني وبالتالي تطهير غزة وضمها إلى إسرائيل. هل ما زالوا يريدون ذلك؟ الجواب: نعم. لم يتغير أي شيء في موقف اليهود تجاه الفلسطينيين. هم يريدون تدميرهم تمامًا. نعم، نفس اليهود الذين يظهرون لنا جميعًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كضحايا ويذكرون كيف كان أسلافهم ضحايا الإبادة الجماعية. لكن اليهود المعاصرون ارتكبوا إبادة جماعية مروعة ضد الشعب الفلسطيني وبالتالي سخروا وأهانوا كل أولئك اليهود الذين عانوا من فظائع الإبادة في ألمانيا النازية — نفس الإبادة التي ارتكبها الآن أبناؤهم وأحفادهم في غزة.
لم يعد هناك يهود ضحايا. هناك فقط الشعب الإسرائيلي الذي ارتكب إبادة جماعية مروعة في غزة وقتل أكثر من 100,000 بريء. لا يجب أن نسمح لأي شخص في هذا العالم بإنكار الإبادة الجماعية في غزة أو أن يفلت مرتكبو هذه الجريمة الرهيبة من العقاب العادل. لا يجب أن نسمح للولايات المتحدة أو لترامب بحماية المجرمين أو تبريرهم. لأنه إذا سمحنا بذلك، فقد يواجه أي بلد وأي شعب في هذا العالم نفس مصير غزة، وكل ذلك بتوجيه من الولايات المتحدة وإسرائيل وعبيدهم في أوروبا مثل ألمانيا والمملكة المتحدة.